مرت سنة بالتمام على وفاة عمي عبدالعزيز بن سليمان التويجري (أبو أحمد) رحمه الله تعالى، وقد كتبت في حينه مقالاً أنعيه ذاكراً مأثره وسيرته الطيبة ومشاعر الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة في المملكة العربية السعودية.. وهنا اعيد نشر المقال المنشور بتاريخ الخميس (12 ذو الحجة ١٤٤٢هـ) الموافق (22 يوليو ٢٠٢١م):
“في كل مرة ألتقيه أجده الشخص البشوش، وصاحب الضحكة التي تعلو مُحيّاه، ويعاملني معاملة الكبار، ويتحدث معي بلطافة بالغة، وكأنه ليس هناك فارق عمري بيننا، على علو قدره وسمو مكانته، وشخصيته اللطيفة الودودة.
عبدالعزيز بن سليمان التويجري، أبو أحمد، من أهالي مدينة بريدة، وقد خدم وطنه في بداية حياته المهنية في القطاع العسكري، ثم اتجه إلى التجارة الحرة، ومنذ أربعين عامًا أو أكثر وهو فيها، وكان كحال الكثيرين لديه عماله الذين يديرون تجارته، ولكنه في مرحلة ما اتخذ قرارًا شجاعًا بالاستغناء عن أخر عامل لديه؛ لأن تجارته -في عنفوانها- كانت تستند عليهم، فقدم دروسًا في الإدارة والتربية، واعتمد اعتمادًا كليًّا -بعد الله- على أولاده -على الرغم من صغر سنهم في حينه- وبقي المراقب والموجه، وكان ذلك القرار نقطة انطلاق ونجاح، ومع مرور السنين أصبح ذلك القرار مثار إعجاب، وإلى اليوم، حيث إن تجارته في مجال قطع غيار السيارات وزينتها تعد أحد أشهر المحال التجارية في منطقة القصيم.
وقبل أربع سنوات تقريبًا أصيب بأزمة صحية أدت إلى فقدان جزئي للذاكرة -أو لنقل: النسيان- وعلى الرغم من تلك الأزمة الأليمة، إلا أنه ظل جسورًا متماسكًا، وزادت لطافته لطافة، وأناقته أناقة، وابتسامته إشراقة.
وفي حقيقة الأمر إن هذه الحياة تجارب ودروس وعبر، وتقدم لنا رجالًا أكفاء كهذا المتواضع طلق المحيا الباسم الماثل في الصورة، الذي ستظل ذكراه أنشودة نرددها في مجالسنا ومحافلنا.
وقد توفي العم عبدالعزيز التويجري، وترك لنا ذكرى طيبة، وأراد الله أن يرفع شأنه، ويعلو ذكره، ويدعو له الداني والقاصي، من يعرفه ومن لا يعرفه، دعوات الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط، وقد عُرف بفقيد الشفاء، وأصبح فقيد الجميع، وسبحان الله الحكيم العليم اللطيف الخبير، وغفر الله له، ورحمه رحمة واسعة، وجمعنا معه في الفردوس الأعلى من الجنة، والحمد لله على قضائه ولطفه.”